وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى
يعد عمل الخير من ركائز الدين الإسلامي، ويساهم العطاء لمن هم أقل حظا بمباركة مال المتصدق. في عام 2024، تلقت الأونروا 41 مليون دولار أمريكي من أكثر من 69 ألف شخص و منظّمة ساهموا من خلال زكاة أموالهم والصدقات وفقًا لأحكام العطاء الإسلامي، وذلك عبر برنامج وكالة الأونروا المخصص للتبرع بحسب الشريعة الإسلامية. محققة بذلك أعلى مستوى من التبرعات وفق طرق العطاء الإسلامية وهو ما يشعرني بامتنان عميق تجاه المتبرعين الأسخياء.
ومع مرور 75 عامًا على تأسيس الأونروا، ها هي تواجه اليوم ما قد تكون أكبر التحديات في تاريخها. فمن الحرب المدمرة في غزة، والارتفاع الحاد في وتيرة العنف في الضفة الغربية المحتلة، إلى الحرب في لبنان، جميعها أحداث هزّت لاجئي فلسطين الذين نخدمهم في المنطقة بشكل عميق.
ففي غزة، دمر النزاع الذي لا يرحم حياة الناس واقتلع مجتمعات بأكملها، حيث قُتل بحسب التقارير أكثر من 48 ألف شخص، وتعرض 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 90% من السكان، للتهجير القسري. كما حُرم أكثر من 650 ألف طفل من التعليم للعام الثاني على التوالي في جميع أنحاء قطاع غزة، نصفهم كانوا يرتادون مدارس الأونروا قبل الحرب. إضافة إلى ذلك، تعرضت الخدمات الصحية لاضطرابات كبيرة، وغالبًا ما اعتمدت العائلات بالكامل على استشارات الأونروا الصحية حتى في الحالات الطبية الخطيرة.
أما في لبنان، فقد تسببت الأعمال العدائية المتجددة في أواخر عام 2024 بسقوط آلاف الضحايا، وتهجير أكثر من مليون شخص، بمن فيهم آلاف اللاجئين الفلسطينيين، مما زاد من معاناة المجتمعات التي كانت تكافح بالفعل من أجل البقاء. وفي سوريا، ظل لاجئو فلسطين من بين الفئات الأشد عرضة للمخاطر، في ظل بيئة غير مستقرة تتسم بالنزوح والفقر المدقع. في عام 2024، استمر لاجئو فلسطين في الأردن في تلقي الخدمات الأساسية من الأونروا، رغم بيئة إقليمية تزداد اضطرابًا.
استمرت الأونروا في تقديم خدماتها المنقذة للحياة وغيرها من الخدمات الأساسية على مدار العام، حيث وفرت المأوى والغذاء والخدمات الطبية في قطاع غزة، إلى جانب التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية في الضفة الغربية المحتلة، التي تشمل القدس الشرقية، والأردن، ولبنان، وسوريا.
ولمساعدة الأشخاص الأشد عرضة للمخاطر، نمت مساهماتكم من الزكاة وحدها من أقل من 300 ألف دولار أمريكي في عام 2018 إلى أكثر من 26 مليون دولار أمريكي في عام 2024! يحظى برنامج الزكاة التابع للأونروا بمصادقة الأزهر الشريف، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، والمسجد الأقصى، والبرنامج قائم على مبادئ الشريعة الإسلامية، مما يضمن توزيع 100% من أموال الزكاة دون أي تكاليف إدارية. ويعد برنامج الزكاة التابع للأونروا المبادرة الرائدة في العمل الخيري الإسلامي داخل منظومة الأمم المتحدة لعام 2024.
إن مساهماتكم هي أكثر من مجرد دعم مالي، إنها إعلان عن الإنسانية المشتركة والتضامن مع لاجئي فلسطين. يقول القرآن الكريم: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً). إن سخاءكم يساعد في إحياء الناس.
مع خالص الامتنان،
تمارا الرفاعي
مديرة العلاقات الخارجية والإعلام
الأونروا
لقد كان عام 2024 من أصعب السنوات التي شهدها لاجئو فلسطين، حيث شكلت النزاعات والتهجير وعدم اليقين واقعهم اليومي. في ظل هذه التحديات، كانت مساهمات الزكاة والصدقات طوق نجاة للآلاف، بفضل سخاء المانحين، مما مكّن الأونروا من تقديم المساعدات المنقذة للحياة لمن هم في أمسّ الحاجة إليها. من خلال أموال الزكاة، تقدّم الأونروا مساعدات نقدية وغذائية، بينما تساهم الصدقات في دعم مجموعة أوسع من البرامج الإنسانية. ومع تفاقم الأزمات في غزة ولبنان وسوريا وغيرها، يستمر سخاء مساهمي الزكاة والصدقات في تجسيد قوة التضامن، وضمان وصول الإغاثة إلى مستحقيها في أحلك الظروف.
464,311
طرد غذائى كبير تم توزيعه
$50
المبلغ (بالدولار الأمريكي) للمساعدات النقدية التي تم توزيعها على كل فرد من بين 21,169 شخصًا؛ كما تم توزيع 4,228 وجبة
$121
المبلغ (بالدولار الأمريكي) للمساعدات النقدية التي تم توزيعها على كل فرد من بين 211 شخصًا
$47
المبلغ (بالدولار الأمريكي) للمساعدات النقدية التي تم توزيعها على كل فرد من بين 40,541 شخصًا
أعداد المستفيدين من مساهمات الزكاة حسب المنطقة
100%
سياسة التوزيع الكامل لمساهمات الزكاة
530,460
إجمالي عدد المستفيدين من الزكاة
Gaza—Food assistance
"بعض المواد الغذائية غير متوفرة في السوق، والأسعار غالية، كنت بحاجة إلى الحليب لطفلي الصغير"، يقول عامر، وهو أب لثلاثة أطفال عاشوا من الصعاب ما لا يمكن تصوره. فمع الحرب المروعة في غزة، أصبحت الحياة معترك دائم من أجل البقاء، حيث تم تهجير 90% من السكان الذين يعتمدون كليًا على المساعدات الإنسانية. وبعد أن نزح تسع مرات من منزله في بلدة القرارة، يقيم عامر مع أسرته في مخيم المواصي.
عندما تسلَّم عامر طردًا غذائيًا من الأونروا، لم يجلب له الطرد الغذاء فقط، بل جلب معه الأمل. إذ احتوى الطرد على الأساسيات مثل الحليب، والحمص، والأرز، وزيت الطهي، والعديد من المواد الغذائية الضرورية الأخرى، ووصل في الوقت الذي كان عامر بأمسّ الحاجة إليه. يقول عامر بنبرة مليئة بالامتنان: "نزحنا من المنزل دون أن نأخذ أي شيء. الحمد لله على هذا الطرد الغذائي الذي وصل في اللحظة التي كنت بحاجة إليه فيها."
إنّ لتبرعات أموال الزكاة في الأونروا دورًا أساسيّا في دعم لاجئي فلسطين خلال شهر رمضان وما بعده. وبفضل هذه التبرعات السخية من الزكاة والصدقة، تستطيع عائلات مثل عائلة عامر أن تجد بعض الراحة حتى في أصعب الظروف. يضيف عامر بابتسامة تخفي معاناته: "من الجميل أن أرى أطفالي سعداء بالطعام الذي حصلنا عليه. بارك الله فيكم."
خلال الحرب في غزة، حيث تطلبت احتياجات غير مسبوقة استجابةً واسعة النطاق، فقدمت الأونروا الطعام لـ 1.9 مليون شخص والماء لأكثر من 600,000 شخص. وبفضل مساهماتكم في الزكاة خلال عام 2024، تمكنت عائلات مثل عائلة عامر من التمسك بالأمل والكرامة في أحلك أيامهم.
أكثر من 26 مليون دولار
إجمالي مساهمات الزكاة لعام 2024 (بالدولار الأمريكي)
مبالغ الزكاة المستلمة حسب المنطقة
أكثر من 69 ألف مساهم
دعم لاجئي فلسطين من خلال برنامج العمل الخيري الإسلامي التابع للأونروا
GAZA—CASH ASSISTANCE
"أغسل ملابسهم ليلًا، وينامون بملابسهم الداخلية تحت الأغطية"، تقول كوكب بصوت يثقله التعب. وهي جدة نازحة في دير البلح من شمال غزة، وهي المعيلة الوحيدة لستة أحفاد أيتام. ابنتها -والدتهم- متوفاة، ووالدهم في عداد المفقودين. فمعاناة العائلة لا يمكن تصورها- إذ يعاني أحد الأحفاد من مرض في القلب، وآخر من الربو. تتمسك كوكب بإيمانها، لكن عبء إعالة أسرتها بمفردها يكاد يكون فوق طاقتها.
ففي عام 2024، واجهت كوكب وأحفادها شتاءً قاسيًا آخر، بقطعة ملابس واحدة فقط لكل منهم. تستذكر بحسرة: "كان الأطفال يسيرون حفاة، يرتدون الملابس البالية. جئنا بلا شيء."
لكن تغير الكثير، ما أن استلمت كوكب المساعدة النقدية من الأونروا، بدعم من أموال الزكاة عبر منظمة حسنة الدولية. تقول: "شعرت وكأنني حصلت على كنز، وغمرتني الفرحة. اشتريت ملابس وصنادل وقليلًا من الفاكهة للأطفال."ولأول مرة منذ شهور، ابتسم أحفادها. وتضيف: "كانوا سعداء جدًا. بارك الله فيكم جميعًا."
بسبب الحرب، أصبحت الحياة في غزة لا تُحتمل لعائلات مثل عائلة كوكب. إذ أودى العنف المستمر بحياة أكثر من 46,000 فلسطيني وأدى الى إصابة 110,000 آخرين؛ يشكل الأطفال والنساء 70% من الضحايا. الآلاف من الأطفال أصبحوا أيتامًا أو منفصلين عن عائلاتهم، مما يعرضهم لمخاطر لا يمكن تصورها. وفي هذا الواقع المأساوي، يبقى سخاء المتبرعين شريان حياة لهم.
بفضل دعم منظمة حسنة الدولية، تساعد الأونروا في رعاية 5,747 طفلًا غير المصحوبين أو المنفصلين عن أسرهم في غزة، وتوفر لهم الحماية والملابس وشيئا من الاستقرار. بالنسبة لكوكب، كان هذا الدعم شعاع أمل وسط الظلام. تقول بامتنان عميق: "لقد أدخلتهم الفرح في قلوب الأطفال، وأدعو الله أن يمنحني القوة لمواصلة هذه الرحلة."
أكثر من 41 مليون دولار
إجمالي مساهمات الزكاة والصدقات لعام 2024 (بالدولار الأمريكي)
مساهمات الزكاة عبر السنين: أثر متزايد
أكثر من 14 مليون دولار
إجمالي مساهمات الصدقات لعام 2024 (بالدولار الأمريكي)
Lebanon—healthcare
"الحياة، يا عزيزتي، كالماء- إذا توقفت عن الجريان، تموت"- أميرة مطرية
في حيّ الجناح في بيروت، تتمسّك أميرة مطرية، لاجئة فلسطين البالغة من العمر 64 عامًا، بهذه القناعة وهي تكافح للحفاظ على سير حياتها. تعيش مع ابنتها الوحيدة، وقد عانت أميرة - منذ وفاة زوجها - سنوات طويلة من الصعاب. إذ تعاني من ارتفاع ضغط الدم وضيق في شريان قلبها، فتعتمد على الأدوية التي تستلمها من عيادة الصحة التابعة للأونروا في مخيم مار إلياس.
أيام أميرة مليئة بالكفاح، فتقول: "لدي خزان مياه أبيع منه لجيراني، لكنّه لا يكفي أبدًا." وتضيف: "أعمل ثلاثة أيام لأتمكن من شراء الطعام لي ولابنتي. وفي بعض الأيام، أمشي إلى العيادة لأنني لا أستطيع دفع أجرة الباص."
يثقل الفقر كاهل نحو 80% من لاجئي فلسطين في لبنان، نتيجة لعقود من التمييز الهيكلي التي تفاقمت بسبب الأزمة الاقتصادية المستمرة. بالنسبة لكثيرين مثل أميرة، تعد الأونروا شريان الحياة لهم . فالرعاية الصحية المقدمة بفضل تبرعات الزكاة والصدقة، تضمن لأميرة وأمثالها الحصول على الأدوية والرعاية الأساسية. تقول أميرة بنبرة قوية هادئة: "بدون الأونروا، كنت سأكون في خطر مميت. المرض لا ينتظر، لكن رمضان دائمًا ما يذكّرنا بالصبر والامتنان."
في شهر رمضان عام 2024، شهر العطاء والرحمة، جلبت أموال الزكاة والصدقة الأمل للعائلات مثل عائلة أميرة. فحكايتها حكاية صبر وإيمان، وتذكير بالدور الأساسي الذي يقوم به المتبرعون لاستمرار تقديم الدعم المنقذ للحياة. تقول أميرة: "الحياة يجب أن تستمر."
بفضل أموال الزكاة والصدقة، تتمكن الأونروا من الاستجابة السريعة للأزمات .ففي خريف عام 2024، أدّى تصاعد العنف في لبنان إلى نزوح أكثر من 200,000 شخص، مما أجبر الكثيرين على اللجوء إلى ملاجئ الطوارئ التابعة للأونروا. قدمت هذه المراكز خدمات أساسية مثل الطعام والرعاية الطبية والتعليم للأطفال.
يكرس برنامج العمل الخيري الإسلامي التابع للأونروا جهوده لدعم لاجئي فلسطين الأكثر ضعفًا في غزة ولبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، من خلال مساهمات الزكاة والصدقات. تُخصص أموال الزكاة بشكل صارم لضمان توزيع 100% من المساهمات مباشرة على المستفيدين المستحقين على شكل مساعدات نقدية أو سلال غذائية، مع الحفاظ على الشفافية والامتثال الكامل لأحكام الشريعة الإسلامية.
تفتخر الأونروا بالتعاون مع شركاء ملتزمين بتقديم المساعدات الضرورية، والحماية، والفرص للاجئي فلسطين المحتاجين.
Download “Refugee Zakat Fund” App now on your mobile to send your Zakat and Sadaqah donations to the most vulnerable refugee and internally displaced families.